ميراوي يبسط أهمية النموذج الجديد للجامعة

قال عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إن “التحولات المتسارعة التي يشهدها المحيط الدولي على كافة المستويات تؤشر على بروز عالم جديد بمعطيات مغايرة يشكل فيها الرأسمال البشري الدعامة الأساسية لخلق الثروة المادية واللامادية والمحدد الرئيسي لتطوير المزايا التنافسية للأمم بما يتماشى ومتطلبات السيادة والاستدامة”.

وأضاف الوزير في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمناظرة الجهوية بجهة العيون-الساقية الحمراء، الجمعة، أن “هذه المحطة تشكل فرصة لاستعراض خلاصات اللقاءات التشاورية التي سبق عقدها مع مختلف الفاعلين بالجهة للوقوف عن كثب على انتظاراتهم وتطلعاتهم في ما يتعلق بجامعة الغد التي نطمح إليها”.

وأشار عبد اللطيف ميراوي إلى أن “هذا المخطط الوطني الذي نحن بصدد بلورته، وفق مقاربة تشاركية ومندمجة، يستمد جوهره من طموح النموذج التنموي الجديد، ومن أولويات البرنامج الحكومي ذات الصلة بتثمين الرأسمال البشري الذي يشكل الرافعة الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا والارتقاء بها إلى مصاف الدول الرائدة والمزدهرة”.

وذكّر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بـ”الدور الطلائعي الذي تضطلع به الجامعة في مجال تكوين كفاءات الغد وفق مقاربات متجددة واستباقية، قصد تعزيز قدرة الاقتصاد والمجتمع على الصمود أمام التحديات المطروحة على الصعيدين الوطني والدولي”.

وشدد الوزير على أن النموذج الجديد للجامعة المغربية، الذي يسعى المخطط الوطني لإرساء دعائمه وتفعيل آلياته، يرتكز على أربعة محاور استراتيجية مترابطة، أولها “تطوير عرض تكويني يواكب متطلبات العصر، من خلال اعتماد أحدث المقاربات البيداغوجية، ويكرس التمكين والتميز ويولي أهمية قصوى لتطوير المهارات الذاتية والأفقية”، وثانيها “إرساء بحث علمي بمعايير دولية، يستند إلى الأولويات التنموية الوطنية ويستمد ديناميته من جيل جديد من طلبة الدكتوراه، مع وضع برامج للحركية الوطنية والدولية، بما في ذلك التأطير المشترك لبحوث الدكتوراه”.

وأضاف عبد اللطيف ميراوي أن ثالث المحاور هو “الارتكاز على أنماط جديدة من الشراكات بين الجامعة والجهة والنسيج السوسيو-اقتصادي قصد التعبئة الكاملة لإمكانات المجالات الترابية، بغية تحويلها إلى فرص اقتصادية واعدة مدرة للثروات ولفرص الشغل، ومعززة للإدماج الاجتماعي والاستدامة البيئية”، ورابعها “تجويد حكامة المؤسسات الجامعية والرفع من نجاعتها قصد إرساء استقلالية الجامعة على أسس صلبة ومستديمة، ضمن إطار تعاقدي يحفز على المسؤولية ويكرس ثقافة النتائج والأداء”.

إن الطموح المنشود من خلال المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، يضيف الوزير، هو “إرساء نموذج جديد للجامعة المغربية يرتكز على أقطاب جامعية بمواصفات دولية توفر الإطار الملائم لتكوين كفاءات الغد وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية”، موردا أن “هذا النموذج سيمكن من توفير الظروف الكفيلة بإنجاح المسار الأكاديمي والعلمي للطالبة والطالب، من خلال توجيه بيداغوجي ناجع وعرض تعليمي يرتكز على مقاربات بيداغوجية مبتكرة، وتكوينات موازية في مجالات حيوية تعزز قدراتهم على مواكبة التحولات السريعة لسوق الشغل”.

وورد ضمن كلمة الوزير أن “هذا النموذج يرتكز على برامج للحركية الوطنية والدولية تغني التجربة الذاتية للطلبة وتساهم في انفتاحهم الفكري والثقافي، وهو ما يعزز قيم التعايش والحوار التي تشكل إحدى خصوصيات النموذج المغربي المتجذر عبر التاريخ”، مؤكدا أن “من بين المرتكزات الكبرى التي تؤسس لجامعة الغد، بناء شراكة من جيل جديد بين الجامعة والجهة، معبئة لإمكانات كل طرف في إطار من التكامل والانصهار ضمن غايات مشتركة، ألا وهي النهوض بتنمية الجهة وتعزيز إشعاعها وجاذبيتها على كافة المستويات”.

ونبّه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى أنه “سعيا لتثمين الدور المجتمعي المنوط بمؤسسات التعليم العالي، فإن تقوية الشراكة والانفتاح على المجتمع المدني يعد من الرهانات الأساسية لجامعة الغد”، مشيرا إلى أنه “بالإضافة إلى تكريس قيم الديمقراطية التشاركية وروح الانتماء إلى الهوية الوطنية الغنية بروافدها الثقافية، فإن هذا الانفتاح سيشكل دعامة كبرى لمساهمة الجامعة في تقوية الرابط الاجتماعي وتعزيز أسس العيش المشترك، من خلال الانخراط في المبادرات ذات الصلة بالتنمية المستدامة والمشاريع التي تدعم التماسك الاجتماعي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار