دراسة: خصائص مناخية وديموغرافية تخفف تفشي “كورونا” بين المغاربة

كشفت دراسة علمية حديثة أن أسبابا مناخية ووبائية وديموغرافية ساهمت في حماية سكان المغرب وإفريقيا من “العواقب المؤسفة لفيروس كورونا”.

وفسرت الدراسة، التي أنجزها مراد الرصفة، أستاذ التعليم العالي في علم الأدوية بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، انخفاض معدل الإصابة بفيروس “كورونا” والوفيات الناجمة عنه في المغرب وفي معظم البلدان الإفريقية، خاصة بلدان وسط إفريقيا، باعتبار شمال القارة السمراء منطقة انتقالية للظروف المناخية، مع ظروف وبائية وديموغرافية مواتية مقارنة بأوروبا.

وحسب المصدر نفسه، فإن بلدان المنطقة تتميز بخصائص وبائية، منها انخفاض معدل الإصابة بالسرطان ومرض الزهايمر، وخصائص ديموغرافية؛ إذ أن أغلب ساكنتها من شريحة الشباب.

وتوضح الدراسة ذاتها أن هذه الخصائص تجعل البلدان الإفريقية مختلفة تماما عن البلدان الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث تكون المؤشرات الوبائية والديموغرافية سلبية للغاية.

ويمكن أن تستمر الخصائص المناخية والوبائية والديموغرافية والعادات الغذائية في حماية سكان إفريقيا كما كان الحال خلال العامين الماضيين من الجائحة في العالم، حسب الدراسة.

ويعتقد الرصفة أن المغرب والدول الإفريقية بشكل عام “لا ينبغي أن يبالغوا في القلق بشأن احتمال عودة موجات جديدة من فيروس كورونا”.

وأضاف أن التدابير الحمائية “يجب أن تتكيف مع الخصائص المناخية والوبائية والديموغرافية وغيرها من خصوصيات سكان كل بلد، وعلى وجه الخصوص النظام الغذائي وتأثيره على تكوين الجراثيم المعوية، وهو “عضو” رئيسي في المناعة العامة للفرد، والذي يكون العامل الرئيسي الذي يكون وراء الاختلافات بين السكان في جميع أنحاء العالم”.

وأشار إلى أن العلوم الطبية “تمكنت، في غضون عامين من الوباء، من فهم الفيزيولوجيا المرضية لمرض كوفيد- 19 بشكل كاف واستخدام الأدوية المناسبة في علاج المرضى وخاصة الحالات الشديدة”.

وإذا كانت الأسباب التي جعلت بعض البلدان تفشل في مواجهة الوباء، حتى مع التطعيم، لم يتم تحديدها بعد، في الوقت الذي نجحت اللقاحات في إنقاذ الأرواح في بلدان أخرى، أكد الرصفة أنه بغض النظر عن العلاجات الدوائية المتاحة، فإن الاختلاف في الخصائص الوبائية والديموغرافية بين السكان وكذلك الظروف المناخية لكل بلد “كان لها بالتأكيد تأثير على درجة المقاومة ضد الوباء”.

وأوضح أن فهم الفيزيولوجيا المرضية لمرض “كوفيد- 19” جعل من الممكن تكييف العلاج الدوائي ضد المرض، باستخدام مضادات الالتهاب الستيرويدية والمضادات الحيوية ومضادات التخثر بشكل أساسي، مشيرا إلى أن ظهور لقاحات فيروس “كورونا” في نهاية عام 2020 أدى إلى تفادي آلاف الوفيات حول العالم.

الخلاصات التي توصل إليها الخبير المغربي في علم الأدوية جاءت بناء على بحث عن التأثير المحتمل للظروف الوبائية والديموغرافية قبل اندلاع الجائحة على الوفيات الناجمة
عن “كوفيد-19” في 39 دولة من أربع قارات (أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا).وقام الباحث بتحليل مؤشرات السرطان ومرض الزهايمر، ومعدلات الولادة والوفاة والخصوبة والنسبة المئوية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، وكذلك حساب عوامل الارتباط وعوامل التحديد، وأيضا التحليلات عن طريق الانحدار الخطي البسيط والانحدار متعدد الحدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار