أديوان: الجماعات الإرهابية خارجة عن الدين .. والحروب في الإسلام دفاعية

“لا ينتسب إلى المسلمين من لا يراعي حقوق الله والعباد”، هكذا تحدث محمد أديوان، نائب رئيس جامعة القرويين، عن الجماعات الإرهابية، في تدخل له خلال ندوة “أحكام القانون الدولي الإنساني في الإسلام”، المنظمة بدار الحديث الحسنية بالرباط يومي 27 و28 أكتوبر الجاري.

وقال أديوان: “من يدَّعون أنهم مسلمون عليهم مراعاة حقن الدماء وحقوق العباد، ومن لم يقم بذلك فليس مؤمنا، وهو خارج عن السنة والقرآن؛ فحروب الإرهاب ناتجة عن الدخول في مضايق فكرية لا تدخل بالإطلاق في الإسلام، من جماعات خارجة عن الدين، ولا تنتسب إلى الإسلام الذي يمكن الاستفادة منه في القانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

وتحدث نائب رئيس جامعة القرويين بفاس عن “تحديات القانون الدولي الإنساني”، الذي تواجِه وظيفتَه الإنسانية مجموعةٌ من “العوائق والعراقيل”، بفعل اختلاف الحرب مكانا وإعلانا وطريقة؛ “فإذا كانت تتم سابقا خارج المدن في مناطق نائية منشأة (…) فأغلبها منذ القرن 20 يتم في الأماكن الآهلة بالسكان والحركة، حيث انتقلت إلى حروب مدنية”، وهو ما وصفه بـ”الشيء غير المقبول”.

وتابع قائلا: “من بين التحديات أيضا أن الحرب صارت تجرى بالوكالة، تستعار لها أسماء جديدة ولا تخوضها الدول باسمها، بل صارت خدمة تقدمها دولة بدل أخرى، كما أن الحروب قد كانت منتظمة في سياقاتها واستراتيجياتها، وهو ما لم يعد يتم بالتنظيم القديم، بل صارت فيها هجمات عشوائية لا ينذر فيها المقاتَلون، وصارت أكثرها حروبا هجومية، ولو قدم هذا الأمر بذرائع الحرب الاستباقية والحرب الاستراتيجية، فهذا ليس ما عناه الإسلام بمبدأ الإعداد (فأعدّوا)”.

وتطرق الأكاديمي ذاته لضرورة الالتزام في الحروب بـ”مبدأ التمييز” بين الهدف العسكري وغير العسكري، و”ضرورة عدم الخلط بين مقومات العمل العدواني وما يقدم من خدمات، ولو زوَّدت المقاتلين بما يحتاجونه إلا أنها ليست نشاطا في ميدان القتال”، و”مبدأ التناسب” في الحرب، في الأسلحة وأنواعها وأحجامها وطاقتها المدمرة، و”الابتعاد عن الغدر بعدم احترام مواقيت وأعراف قانون الحرب”؛ لأن “الإسلام يتحدث عن الخدعة ولا يبيح الغدر”.

ووقف المتحدث عند الحاجة إلى الامتناع التام في الحروب عن الدخول إلى الممتلكات الثقافية والمعابد وتدمير الصناعات والزراعات، وانتقد حلول مبدأ “التفوق العسكري” محل “الضرورة العسكرية”.

ونفى أديوان أن يكون للفائز بالحرب الحق في العبث بأموال الخصم وقدراته في الحياة؛ فـ”الأموال والأدوات المشغَّلَة في القتال” يمكن أن تدمَّر أو تُغنَم، لكن “لا يمكن أن يدمّر أو يغنم المخزون منها؛ فالإصلاح هو استمرار الحياة في الأرض، ولا يمكن القضاء على الحياة في مجال معيَّن”.

وتحدث المتدخل عن تحدي “الغدر بالأسرى وإهمالهم” في الزمن الراهن، “بسبب عدم وجود القوة الفعلية للردع عند الصليب الأحمر، أو بسبب تدخل فيتو لصالح دول”.

وأوضح أن الحرب في الإسلام يجب أن تكون “دفاعية غير هجومية، وكل ما غيرها ملغى”؛ فهي “ليست حربا للاستقواء، بل حرب أخلاقية تحترم العدو، وليست حربا ليلية، ولا مسرحا للظلم، بل منظومة من الأخلاق الفعالة، وهي حرب إيكولوجية لا تبيد البيئة، وحرب واقعية وقتال في إطار ميزة حربية، لا تقضي على إنتاج ولا حضارة، ولا يجوز فيها قتل المُدْبِر ولا الفارّ؛ فهذا قتل لنفس بغير نفس ومدعاة للخروج من الإسلام”.

كما سجل الأكاديمي محمد أديوان أن لأسرى الحرب امتيازا خاصا هو إبلاغهم إلى مأمنهم، فضلا عن إطعامهم، لأن الحرب يجب “أن تراعي حقوق الله في الأرض”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار