“سحت الليل”.. مسرحية تراجيدية تهتم بالكرامة والشرف في المجتمع

في قالب مسرحي يجمع بين التراجيديا والكوميديا، اتخذت مسرحية “سحت الليل” معاناة الجنود بعد الرجوع من الحرب موضوعا لها، من زاوية مؤثرة ذات بعد إنساني عميق.

وتدور أحداث المسرحية للمخرج والمؤلف عمر جدلي حول قصة امرأة تدعى فاطمة سيق زوجها “العربي” إلى الحرب بعد ثلاثة أيام فقط من زواجهما، وأمضت نحو ستة عشر عاما في انتظار عودته داخل بيتهما.

تعيش فاطمة عزلة قاسية ومريرة، وتحول بيت الزوجية إلى سجن لها بعد منعها من الخروج منه إلى أن يعود زوجها، فتلجأ بين الحين والآخر إلى الغناء للتخفيف عن نفسها، وتروي من خلال قصائد مغناة قصتها وتفاصيل معاناتها مع عائلة زوجها، لا سيما والد زوجها الذي تحمّله مسؤولية عزلتها وما آلت إليه أحوالها بعد غياب زوجها.

تستمر أحداث المسرحية بين مواقف تراجيدية وأخرى كوميدية، وتأخذ منحى مُفاجئا حين يدعي جندي عائد من الحرب أنه زوجها، فتظاهرت بتصديقه، أملا في إنقاذها من عزلتها المفروضة عليها في بيت أهل الزوج على مدار 16 عاما.

على الرغم من الفوارق الهائلة بين فاطمة والرجل المجهول، فإن حاجتها إلى الرجل وأملها في الخروج من سجن القبيلة يجعلانها تقبل بالجندي الذي انتحل صفة زوجها، وأقنعا عائلة زوجها بأنه ابنهم الحقيقي.

مخرج المسرحية عمر جدلي أوضح أن “سحت الليل” تتخذ من التشخيص المسرحي والغناء والرقص والمواقف الضاحكة والتيمات الإنسانية عميقة الطرح توابلَ لتحقيق التواصل مع كافة المتتبعين للمسرح، مبرزا أن “المسرحية اعتمدت على تنويع أساليب وأدوات الاشتغال، ليجد فيها الجمهور ضالته باختلاف مستوياته”.

وفي حديثه عن فرجة “سحت الليل”، قال جدلي، في حديثه لهسبريس، إنها وازنت بين الدراما والكوميديا، وبين البعد الإنساني والموقف الضاحك، لحكي قصة عزلة امرأة تعيش في سجنين؛ الأول داخلي تمّ التعبير عنه من خلال السينوغرافيا والإضاءة، والثاني خارجي من خلال الحوار والأحاسيس، مشيرا إلى أن المسرحية مستقاة عن قصة حقيقية.

من جهته، أورد الممثل عبد الرحيم المنياري أن هذه المسرحية زاوجت بين التراجيديا والكوميديا الهادفة غير المبتذلة، وتتخللها عروض موسيقية للتعبير عن حالات مختلفة تمر منها زوجة الجندي.

بعد نهاية الحرب، وبعد سنة كاملة من زواج غير شرعي برجل غامض يعود الزوج الحقيقي، وتبدأ حرب أخرى بين “العربي” و”المختار” المحتال من أجل الحب والكرامة والشرف والعرض والأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار