خلفيات رفض الجزائر تعويض غاز الروس

يبدو أن الآمال التي يعلّقها الاتحاد الأوروبي، وإسبانيا على الخصوص، على الجزائر لتعويض الغاز الروسي بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، آخذة في التبدد، بعد اعتراف شركة النفط العمومية “سوناطراك” بعدم قدرتها على تلبية طلب الدول الأوروبية من الغاز.

وعزا توفيق حكار، المدير العام للشركة الجزائرية، ذلك إلى “محدودية الإنتاج الجزائري من الغاز في الوقت الحالي”.

وأشار في المقابل، خلال حديثه إلى وكالة الأنباء الجزائرية، إلى أن “وتيرة استكشافاتنا تنبئ بمضاعفة قدراتنا في غضون أربع سنوات مما يعد بآفاق واعدة مع زبائننا الأوروبيين”.

مجلّة “أتالايار” الناطقة بالإسبانية علّقت على تصريحات حكار بالقول إن “المشكلة هي أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الانتظار فترة أطول، لذلك فهو يدرس خيارات أخرى لتعويض الغاز الروسي بمصادر بديلة مثل النرويج أو أذربيجان، اللتين تخططان لزيادة إنتاجهما، مع تطوير الروابط البينية في شرق البحر الأبيض المتوسط”.

“ومحدودية الإنتاج الجزائري من الغاز”، تضيف المجلة، ليس السبب الوحيد لاستبعاد المدير العام لـ”سوناطراك” زيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا، مشيرة إلى أن علاقة الجزائر بموسكو تعد أيضاً أحد الأسباب وراء ذلك، إذ إنها لا تريد أن تُساهم في إخراج أحد حلفائها من سوق الغاز العالمي.

وممّا يفسّر هذا الأمر، حسب المصدر ذاته، هو امتناعها إلى جانب 35 دولة أخرى عن إدانتها “العدوان الروسي على أوكرانيا” خلال جلسة التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

إلى ذلك، لم يستبعد حكار “مراجعة حساب” سعر الغاز المصدر إلى إسبانيا، متحججاً بارتفاع الأسعار على المستوى الدولي منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، “رغم قرار الجزائر التمسّك بأسعار تعاقدية عادلة نسبياً مع زبنائها الأوروبيين”. يضيف المسؤول الجزائري.

غير أن “أتالايار” أوضحت أن هذه التصريحات تظهر رغبة الجزائر في “معاقبة إسبانيا” على موقفها الأخير من المقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، والذي اعتبره رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز “الأكثر جدية ومصداقية وواقعية”.

وأضافت أن الجزائر “لم تعد المصدر الرئيسي للغاز لإسبانيا”، مشيرة إلى أن مشتريات إسبانيا من الطاقة من الولايات المتحدة تجاوزت كثيرا، في الشهرين الماضيين، الحجم المستورد من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار