حرب القمح تدق طبولها

اشتد الخناق على الدول غير المنتجة للقمح بعد احتدام الحرب الروسية الأوكرانية، واستخدام الآليات الاقتصادية لربح المعارك المشتعلة، عبر توقيف بعض الدول المنتجة لهذه المادة الحيوية، صادراتها إلى الخارج، للمحافظة على مخزونها الوطني، تحسبا لاستمرار الحرب الاقتصادية العالمية.

وأورد مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أكد أن المغرب يتوفر على مخزون من القمح يكفي لمدة أربعة أشهر، وذلك ردا على تخوفات المغاربة من نقص القمح والكيفية التي ستواجه بها الحكومة الوضع المأساوي لتقلص الإمدادات في الأسواق العالمية.

وأضاف بايتاس في ندوة صحفية عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي، أول أمس الخميس، أن الحكومة ماضية في دعم القمح اللين من أجل الحفاظ على سعر الخبز، مشددا على أن المغرب بذل مجهودا كبيرا في دعمه قصد حل الأزمة القائمة والوقوف إلى جانب المواطنين.

وأشار بايتاس إلى أن أسعار القمح شهدت ارتفاعات مهولة في السوق العالمية نتيجة قرارات دول راجعت أو ألغت تصدير هذه المادة في ظرفية موسومة بالتقلبات والحرب في أوروبا.

في الوقت الذي تتقلص فيه إمدادات القمح على الصعيد العالمي خاصة بعد إعلان الهند تعليق صادراتها، قال بايتاس إن “الحكومة وضعت آليات لتعزيز المخزون الوطني من القمح، إذ يتم استيراده من مجموعة من الدول”.

وأدت الدولة 3 ملايير و280 مليون درهم عوض مليار و300 مليون الذي تدعم به الدقيق المدعم في سنة عادية مثل 2019، وهو ما يعني أن الدولة خسرت مليارين إضافيين من الدراهم، إذ سجل سعر القمح اللين ارتفاعا بلغ متوسطه 27 دولارا للطن، بالنسبة إلى الفترة الممتدة من يناير إلى أبريل من العام الجاري، أي بارتفاع بلغ 22 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها في 2021.

وبلغت تكلفة القمح اللين الموجهة للمطحنة الصناعية ما يناهز 483 درهما للقنطار مقابل السعر المستهدف المحدد في 260 درهما للقطار، وارتفع سعر القنطار الواحد للقمح اللين بسبب غلاء الشحن بـ223 درهما.

وأردفت الصحيفة أن لا أحد سيتكهن بكم سيرتفع سعر القمح على المستوى الدولي كـمـا أكـد عـلـى ذلـك فـوزي لقجع الوزير المكلف بالميزانية في جلسة محاسبة الوزراء بمجلس النواب، ما يستدعي من الحكومة، الإسراع في تأمين المخزون الوطني من الـقـمـح، عـبـر تـنـويـع الـشـركـاء لضمان سنة من الادخار عوض أربعة أشهر، وإحـداث تغيير طفيف في السياسة الفلاحية، بالتركيز على زراعـة القمح عوض “الدلاح” و”الأفوكا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار