إنقاذ الأندية المراكشية مسؤولية جماعية

فاز نادي الاتفاق المراكشي، الأربعاء، أمام ضيفه أولمبيك اليوسفية بـ3 أهداف لهدف واحد، في المباراة التي جرت بملعب مراكش الكبير لحساب الجولة 26، ما مكنه من اعتلاء صدارة الترتيب العام لبطولة القسم الوطني هواة، ليصبح رصيده 54 نقطة قبل وداد تمارة الذي تراجع إلى المركز الثاني برصيد 53 نقطة.

ورغم اقتراب نادي الاتفاق المراكشي، الذي حضر بقوة في مقابلته أمام فريق الوداد البيضاوي برسم مباراة دور الـ32 لمسابقة كأس العرش، من الصعود إلى القسم الوطني الثاني، فإن هذا الحلم تهدده معاناة هذا الفريق من السيولة المالية، ما حرمه السنة الماضية من تحقيق الأمل نفسه؛ الأمر الذي جعل الأطر الإدارية والتقنية واللاعبين يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا من أن يتكرر سيناريو الموسم الماضي.

سعيد الشرع، رئيس النادي ذاته، أوضح أن الفريق يعاني من ندرة الموارد المالية، ما يهدد خروجه من قسم الهواة إلى القسم الثاني، مضيفا: “كنا نطمع في إجراء مقابلة الوداد البيضاوي بالدار البيضاء، لحل بعض المشاكل، لأن الاتفاق المراكشي لا يستفيد سوى من دعم بعض الغيورين، من قبيل فؤاد الورزازي وآخرين يعدون على رؤوس الأصابع، في وقت يستحق الفريق التفاتة مادية من الفاعلين الاقتصاديين والمجالس المنتخبة، لأنه يحمل اسم المدينة الحمراء”.

وللاستدلال على حجم المعاناة، أكد الشرع أن “نادي الاتفاق المراكشي كافح خلال 3 سنوات بـ0 منحة و0 دعم، رغم أنه قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى القسم الثاني”، مضيفا: “نتخوف من أن تتكرر تجربة السنة الماضية، حين فقدنا الصعود لفائدة نادي وداد تمارة، بفعل تضافر جهود كل الفاعلين بهذه المدينة المجاورة للعاصمة الإدارية، لمساندة فريقهم. وإذا لم يتم تدارك الأمر فقد يفقد الاتفاق المراكشي هذه السنة الصعود، بسبب ظروفه الصعبة وأزمته المالية”.

وهيب اليتريبي، فاعل إعلامي ومتتبع للشأن الرياضي بمدينة مراكش، أوضح من جهته أن كل الأندية الرياضية بعاصمة النخيل تشكو من حرمانها من الدعم، مضيفا: “آخر منحة استفاد منها نادي الكوكب المراكشي كانت في عهد الرئيس السابق محمد العربي بلقايد (160 ميلون سنتيم)، لحظة نزوله إلى القسم الوطني الثاني، ومنذ ذلك توقف الدعم بسبب القوة القاهرة لجائحة كوفيد 19، التي دفعت وزارة الداخلية إلى وقف دعم الجمعيات”.

وزاد المتحدث نفسه في تصريح : “رغم ذلك استفادت عدة فرق، من بينها فريق أولمبيك ابن جرير، من منحة للمجلس الجماعي لعاصمة الرحامنة، في وقت حرمت الأندية المراكشية من أي دعم، رغم وعود قدمت لنادي الكوكب المراكشي، من مجلس جهة مراكش، في عهد ولاية أحمد أخشيشن، لكنها ظلت حبرا على ورق”.

كما أورد اليتريبي: “كان هناك دعم للفرق الرياضية بكل أقسامها بغلاف مالي قدره مليار و200 مليون سنتيم، لكن والي جهة مراكش لم يؤشر عليه. لكننا فوجئنا أخيرا بأن فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة مجلس جماعة مراكش، قدمت منه 300 مليون سنتيم كمنحة استثنائية، و900 مليون سنتيم خصصت لمحاربة الكلاب الضالة، في وقت تعيش كل الأندية ديونا تثقل كاهلها، كفريق الاتفاق المراكشي وفارس النخيل على سبيل المثال لا الحصر”.

عبد الله الفجالي، النائب الثاني لرئيسة جماعة مراكش، المفوض له في المساحات الخضراء والتنشيط الرياضي، أوضح من جهته أن منح الأندية الرياضية ستدرج في الدورة الاستثنائية للشهر الجاري، مضيفا: “أضحى دعم كل الأنشطة، سواء أكانت رياضية أو فنية أو ثقافية، مشكلة بسبب القوة القاهرة للجائحة، التي جعلت كل مبادرة بهذا الخصوص تحتاج إلى تأشيرة من والي جهة مراكش أسفي”.

وفي تصريح ، أكد المتحدث ذاته أن “كل المسؤولين بالمجلس الجماعي يتمنون الخير للفرق الرياضية”، موردا: “في المقبل من الأيام ننتظر أن نحمل أنباء سارة لكل الأندية الرياضية، وباقي الجمعيات، بعد الانفراج الذي تعرفه المملكة بسبب الهبوط الملحوظ في نسبة الإصابات بوباء كوفيد19، واستعادة المدينة عافيتها ونشاطها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار